بسم الله الرحمن الرحيم ..
مدخل :
في أحد مدارس المتوسطة في مدينة الرياض ، كان الجميع يستعدون لأداء الصلاة .. وكان الصمت يخيم على ذلك المصلى ..
ليس خشوعاً وتضرعاً بل إنما خوفاً من ذلك المدير أو الوكيل الذي يقف على جنبات ذلك المصلى ويتملق وجوه الطلاب أيهم يتحدث حتى يلاقي أشد العذاب ..
وما أن لقي ذلك المدير غايته ، وهي :
طالب في ريعان الشباب ، وقمة البراءة واللطف ، قد التفت إلى زميله ليتحدث معه بصوت خفيف لا يكاد يسمعه هذا الطالب فضلاً عن غيره ..
بعدها قام المدير ليصب جام غضبه على ذلك الطالب ويقول له : ليش تسولف ؟! لا تسولف بالمسجد !!
لم يكتف بالصراخ في وجهه فقط بل صفعه على وجهه بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وليقيم الصلاة على أتم وجه ..
علماً أن تلك المدرسة هي مدرسة تحفيظ قرآن وعلماً أن ذلك المدير من الأشخاص الذين أحسبهم والله حسيبهم من المتبحرين في العلم الشرعي ..
ولكن العلم شيء ، وتطبيقه شيء آخر .. لقد تناسى ذلك المدير قوله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
وكل ذلك في سبيل تحقيق الرهبة والخوف في قلوب الطلاب !
أخي المدير وأخي الداعي إلى طريق الحق :
أوجه لك رسالة محب لك لا حاقداً ولا جاحداً لمجهوداتك الدعوية ..
ولكن كما تعرف فالله سبحانه يقول : " قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني "
بمعنى ادع إلى الله على طريقة محمد - صلى الله عليه وسلم - واسلك سبيله في الدعوة ..
ولا تنس قول الله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "
واعلم أخي المدير أن الله - سبحانه - قال لنبيه الكريم وهو نبي " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "
فلا تكن فظاً وتعامل بالرفق واللين والإحسان فلقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله !
فلما أتاه من يطلب إباحة الزنا له ، لم يوبخه ولم يعنفه وإنما عامله بالرفق واللين ..
وعندما بال أحدهم في المسجد لم يصرخ عليه الصلاة والسلام في وجهه ولم يفضحه أمام الخليقة ..
وتذكر أخي : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ارتباط بينه وبين عبوس الوجه ..
وعلم أن انشراح صدرك وطولة بالك والابتسامة في وجه طلابك لا تنقص من قدرك لا ديناً ولا عقلاً ولا حتى شخصيةً ..
والآن :
بعد أن سمعتم قصة هذا المدير يجب علينا أن نعرف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس محكوراً لمن طبق دينه ظاهراً بإرخاء لحية وتقصير ثوب ..
صحيح أنها من الواجبات ولكنها لا تعني الحكر لمن طبقها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فإن كان لديك أسلوب رائع وتعامل لطيف فلتكن قدوة في هذا المجال .. ولا تتركه لسريعي الغضب وقليلي الصبر ..
إخواني الغضوبين والعبوسين والذين يظنون أن هذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
إن غيرتكم الشديدة على الدين لا تتيح لكم الإساءة إلى الدين وأحد أهم واجباته سواءً بقصد أو بغير قصد .. " وذلك بالأسلوب الفظ "
وليكن في علمكم أن غيرتكم هذه ليست بأشد من غيرتنا نحن فكلنا نحب ديننا ونهتم لأوامر الله ونواهيه ولكن في حدود الله ..
أخيراً :
أؤكد على الجميع دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكما قال نبينا الكريم :
" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه .. وذلك أضعف الإيمان "
ولا تتراخوا لوجود هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر , فهم بشر مقصرون كغيرهم ولا يكملهم إلا أنتم ولكن بـ " الموعظة الحسنة "
انتهى~
مدخل :
في أحد مدارس المتوسطة في مدينة الرياض ، كان الجميع يستعدون لأداء الصلاة .. وكان الصمت يخيم على ذلك المصلى ..
ليس خشوعاً وتضرعاً بل إنما خوفاً من ذلك المدير أو الوكيل الذي يقف على جنبات ذلك المصلى ويتملق وجوه الطلاب أيهم يتحدث حتى يلاقي أشد العذاب ..
وما أن لقي ذلك المدير غايته ، وهي :
طالب في ريعان الشباب ، وقمة البراءة واللطف ، قد التفت إلى زميله ليتحدث معه بصوت خفيف لا يكاد يسمعه هذا الطالب فضلاً عن غيره ..
بعدها قام المدير ليصب جام غضبه على ذلك الطالب ويقول له : ليش تسولف ؟! لا تسولف بالمسجد !!
لم يكتف بالصراخ في وجهه فقط بل صفعه على وجهه بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وليقيم الصلاة على أتم وجه ..
علماً أن تلك المدرسة هي مدرسة تحفيظ قرآن وعلماً أن ذلك المدير من الأشخاص الذين أحسبهم والله حسيبهم من المتبحرين في العلم الشرعي ..
ولكن العلم شيء ، وتطبيقه شيء آخر .. لقد تناسى ذلك المدير قوله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
وكل ذلك في سبيل تحقيق الرهبة والخوف في قلوب الطلاب !
أخي المدير وأخي الداعي إلى طريق الحق :
أوجه لك رسالة محب لك لا حاقداً ولا جاحداً لمجهوداتك الدعوية ..
ولكن كما تعرف فالله سبحانه يقول : " قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني "
بمعنى ادع إلى الله على طريقة محمد - صلى الله عليه وسلم - واسلك سبيله في الدعوة ..
ولا تنس قول الله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "
واعلم أخي المدير أن الله - سبحانه - قال لنبيه الكريم وهو نبي " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "
فلا تكن فظاً وتعامل بالرفق واللين والإحسان فلقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله !
فلما أتاه من يطلب إباحة الزنا له ، لم يوبخه ولم يعنفه وإنما عامله بالرفق واللين ..
وعندما بال أحدهم في المسجد لم يصرخ عليه الصلاة والسلام في وجهه ولم يفضحه أمام الخليقة ..
وتذكر أخي : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ارتباط بينه وبين عبوس الوجه ..
وعلم أن انشراح صدرك وطولة بالك والابتسامة في وجه طلابك لا تنقص من قدرك لا ديناً ولا عقلاً ولا حتى شخصيةً ..
والآن :
بعد أن سمعتم قصة هذا المدير يجب علينا أن نعرف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس محكوراً لمن طبق دينه ظاهراً بإرخاء لحية وتقصير ثوب ..
صحيح أنها من الواجبات ولكنها لا تعني الحكر لمن طبقها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فإن كان لديك أسلوب رائع وتعامل لطيف فلتكن قدوة في هذا المجال .. ولا تتركه لسريعي الغضب وقليلي الصبر ..
إخواني الغضوبين والعبوسين والذين يظنون أن هذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
إن غيرتكم الشديدة على الدين لا تتيح لكم الإساءة إلى الدين وأحد أهم واجباته سواءً بقصد أو بغير قصد .. " وذلك بالأسلوب الفظ "
وليكن في علمكم أن غيرتكم هذه ليست بأشد من غيرتنا نحن فكلنا نحب ديننا ونهتم لأوامر الله ونواهيه ولكن في حدود الله ..
أخيراً :
أؤكد على الجميع دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكما قال نبينا الكريم :
" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه .. وذلك أضعف الإيمان "
ولا تتراخوا لوجود هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر , فهم بشر مقصرون كغيرهم ولا يكملهم إلا أنتم ولكن بـ " الموعظة الحسنة "
انتهى~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق