الأربعاء، 31 أغسطس 2011

لا تعلم ما للناس من ظروف ~

مدخل :
كنت في يوم من الأيام في صالة الإنتظار في مطار الملك خالد الدولي ..
كان الجو هادئاً ، فإما أن تشاهد مثقفاً يقرأ مجلة أو جريدة ، أو شخصاً منسجماً مع ما وضع في أذنيه ،
وبين هذا وذاك ، دخل أحد الرجال الذين تتضح في ملامحهم الثقافة والعلم والمعرفة والرزانة .
وبينما أنا أتملّق هذا الرجل وأغبطه على رزانته وبهاء طلعته ، دخل معه الصالة أطفال مشاكسين!
فما دخلوا إلا وامتلأت الصالة الهادئة بالضجيج والإزعاج ، مما آذى مشاعر الجميع .
ولكن بما أن أباهم يحمل منطقاً ورزانةً اتضحت في ملامح وجهه ، سكت الجميع احتراماً لهذا الرجل .
وبينما أنا أحاول أن أصبر على إزعاج هؤلاء الأطفال ، إذا بأحدهم يزج القهوة على ثوبي !!
فإذا بي أغضب ، ومما زاد غيظي أن أباهم الذي حسبته عاقلاً لم يحرك ساكناً .
فما زلت أكتم غيظي تارة ، وتارة أنفجر في الداخل شاتماً هذا الأب المهمل لأبنائه والمهتم بنفسه فقط !
حتى أنني لم أستطع كتم غضبي ، فذهبت مباشرة إلى الرجل ، وبنبرة غاضبة ومنخفضة :
يا أخي احترمنا على الأقل وابعد أطفالك عنّا فقد آذونا !!
فبدأت ملامح الرجل وكأني أيقظته من سبات عمييق ، فازداد غيظي وكدت أضربه .
فالتفت إليّ بكل أدب واعتذار :
المعذرة ، أرجوك سامحني ، فلقد قدمت من المستشفى للتو بعد أن علمت أن زوجتي توفيت بعد معانتها مع مرضها .
وكنت منهمكاً في التفكير في كيفية إخبار أطفالي ، أرجوك أن تعذرني !

لم أتمالك نفسي ، كدت أبكي على ما أقدمت على فعله ، بدأت أتعذر من الرجل ، وأحضرت له كوب قهوة لكي يهدأ .
لقد تعاطفت معه بشدة ، كم أنا أحمق .. كم أنا أحمق ، هكذا رددتها في نفسي .


الخلاصة :
(( التمس لأخيك سبعين عذراً ، فأنت لا تعلم ما للناس من ظروف))

ملاحظة :-
* هذه القصة من نسج الخيال ، أتمنى أن يكون فيها العبرة والدرس المفيد .

انتهى ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق