الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

يوم ميلادي .. هل أنا بحاجة لتهنئة ؟

في مثل هذا اليوم ولدت .. السادس من ذي القعدة ..

كعادتي المتميزة كنت في فصلي المكتظ بأربعين طالب وليس لي أن أشرح حالاتهم في الحصة السابعة فأنتم أعلم مني في ذلك ..

أنا لدي عادة أعتبرها مميزة وهي أن يذهب خيالي المكتظ بالأفكار بي بعييييداً ..

كثيراً ما يذهب بي إلى ما لا يروق لأي شخص في الصف الأول ثانوي وفي الرياض وفي فصلي المكتظ بالطلاب ..

وزد على ذلك الجو الدراسي الممتع الذي نحصل عليه في بلادنا الكريمة .. ولا أنسى أن أذكركم بجوي مدينتنا الرياض الصحي والشتوي .. والمنعش !

ولأزيد الطين بلة .. كانت تلك الأفكار تراودني في الحصة السابعة أي أسوء حصة - تقريباً - من ناحية الأخلاق واشراح النفس ..

لا بالنسبة للطلاب ولا للمدرسين ولا حتى عمال النظافة ..

عموماً في هذا اليوم لم يذهب بي خيالي بعيداً .. أو بالأصح لم أرى خيالي اليوم .. فلقد ناب عنه واقعي الـ ... < نتمنى واقعاً أفضل ..

لقد ذكرني واقعي العزيز بأن اليوم هو يوم ميلادي ، لم أكن لأصف ذلك الشعور الذي انتابني ..

إنه شعور بالــ ... " قلق " ، فأنا ومجتمعي لا نعترف به ، ليس لأننا متخلفين بل لأن لدينا وازعاً دينياً يحمينا - بإذن الله - من المعتقدات الغربية ..

لم أكن أعلم ردت فعل أصدقائي .. فأردت أن أختبرها ..

فالتفت التفاتتاً كالتفاتاتي الساحرة دائماً .. فلم تخلو التفاتتي من سحري المعتاد ..

ولأقول بعبارة امتلأت براءةً وجمالاً :

" اليوم يوم ميلادي وين الهدايا يا شباب ؟ "

الأول : الحين حنا نبي هدايا وأنت تقول أبي هدية انقلع بس *_* .. الثاني : مع نفسك " عبارة شبابية مشهورة مقتضاها انقلع "

الثالث : .~.~.~. < سيمفونية جميلة من عزف صديقي .. نعم نعم إنه الشخير يا سادة ..!

لم أكن متوقعاً لردات الفعل التي حملت الكثير من الغيظ والضجر .. إلا أن السيمفونية حملت شعوراً رائعاً يدعى " الروقان " ..

يبدو أن وقت السؤال لعب دوراً مهماً في الإجابات ..

ولكن يا أعزائي ..

أنا لست أريد هدية مادية .. ولا أريد تهنئة ملئت بعبارات نفاقية < مع كل الاحترام لمؤلفيها ..

أنا يا أعزائي أريد :

" كل عام وأنت في تطور مستمر "

" أنظر إلى ما فعلته في السنة الماضية وصحح ما بدر من أخطاء "

" عد إلى ربك واشكره على أن أنعم عليك بالحياة إلى هذا الوقت "

ولا أظن بأن مثل هذه العبارات المشجعة تدخل في باب التحريم ..

فالإسلام لم ينهنى يوماً عن التشجيع والتحفيز ..

بالنسبة لي أرى أن جملاً بسيطة كما ذكرتها قبل قليل ..

تفيد الكثيييير ، وتعطي الكثير من الدفعة المعنوية ..

وأعيد وأكرر ، أنا لست بحاجة إلى أن أدعى إلى عشاء فاخر ..

ويحضر لي مهرج امتلأ سخافة ليقول لي عبارة إنجليزية حفظتها ولم أفهمها إلا في الأمس القريب ..

ويحضر لي كيكة كتب عليها كل عام وأنت بخيير ..

لالا فنحن كمسلمين أرقى من أن نفعل الأفعال التافهة هذه ..

نحن لدينا مستقبل مشرق .. بغظ النظر عمن يحطمنا الآن ، وبغظ النظر عن ما يحدث في البلاد الإسلامية من تخلف وفقر ..

إلا أن هذه المؤشرات تشير إلى أن علوّنا قد اقترب .. فمع ازدياد الظلمة يقترب الفجر أكثر فأكثر ..

نحن المسلمين لا نكترث لتفاهات الغرب ..

فلنا ما يميزنا من أعياد نحصل فيها على السعادة الحقيقية .. وما أحسنها من سعادة ، امرح وامزح واحصل على خير الأجور ..

في النهاية ..

هل تعلمون ؟ لقد اكتفيت بعيدية وحيدة أعطتني إياها أمي ..

إنها :

" كل عام وأنت أفضل "

انتهى ..~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق