الاثنين، 3 أكتوبر 2011

عجائب " طابور " المقصف .. محاكاة بين الحاضر وماسيحدث بعد 10 سنوات إلى 20 سنة ..!

في البداية .. لن أتكلم عن الظروف الدراسية الصعبة - جزئياً - التي أمر بها الآن مما أدّى إلى تأخيري في كتابة هذا المقال ..

علماً بأن فكرة المقال والصفحة كاملة كانت تدور في مخيلتي منذ أسبوع تقريباً ..

عموماً أنا ممن لا يجيد المقدمات .. سأدخل في صلب الموضوع :

في يوم من أيام المدرسة الجميلة والعتيقة في نفس الوقت ، نسيت أن أحضر " فسحتي " من البقالة الموجودة بالقرب من المدرسة ..

فأنا لا أحبذ مايقدمه مقصفنا المتواضع ولا أطيق البقاء في " طابور " يزيد عدد المصطفين فيه عن 50 طالب ..

علماً بأن مقصفنا المتواضع لديه خمسة " طوابير " أحدها لذوي الاحتياجات الخاصة وبالأخص إخواننا " الصم " ..

أعود لمحور حديثي المتواضع ، حيث أني في يومي " النحس " لم أحضر فطوري أو " فسحتي " معي من البقالة القريبة من المدرسة ..

ففي ذلك اليوم قدرت ذلك الموضوع فكنت من أوائل المصطفين في ذلك " الطابور " الغريب ، لا تظنوا بأني أقول الغريب للإضحاك فستكشفون لماذا هو غريب ..

فلقد كان ترتيبي في ذلك " الطابور " السابع تقريباً ، والفسحة تتكون من 30 دقيقة < علماً بأننا لا نمتلك غير فسحة يتيمة ..

بقيت في ترتيبي أنتظر دوري ، لكنني لم أكن غافل العين ، فلقد أوصاني صديق عزيز بأن أركز فقد يأتي أحد أولئك الحمقى ليحاول استغفالي والتقدم علي ..

فلذلك لا تخافوا فصاحبكم مطّلع ومتفهم لحركات طلاب الثانوية ..

في تلك الأثناء مرت 10 دقائق وأنا لم يتغير ترتيبي فأنا مازلت السابع .. عجيييب !

بعد التدقيق والتمحيص والمراجعة والتي اعتراها الكثير من التنصت على محادثات طالب النظام .. والذي بحاجة إلى إعادة تأهيل كطالب فضلاً عن إعادة تأهيل كنظام ..

اكتشفت أن السيد النظام متواطئ مع كثيير من الطلاب ! والذين يدعون أنفسهم أصدقاء لذلك السيد ..

فكل ما انتهى شخص من شراء حاجته .. ذهب السيد المتواطئ وقدم أحد أصدقائه مكانه ..

وهكذا استمر الوضع لـدقيقة واثنتين وثلاثة وزد عليها سبعة دقائق انتظار .. تلك عشرة كاملة ..

وبعد أن انتبهت لذلك السيد المتواطئ لم يكن مني إلا أن أبلغت معلمي الكريم .. الذي رد علي رداً عجيباً ..

وكأن شخصه الكريم لا يملك أي سلطة على السيد المتواطئ .. فقد أجاب معلمي : " يا رجال خلها على ربك "

في ذلك الوقت اعترى وجهي الكثير من علامات التعجب والاستفهام .. لم أستطع إلا أن أطبق جملة معلمي الكريم ..

بعدها بدأت ألتفت تارة لليمين وتارة لليسار حتى أزيد نفسي حنقاً على السادة المتواطئين ..

نعم فلقد اكتشفت أن السيد المتواطئ قد نشر مذهبه بين طلاب النظام الآخرين .. فلقد عجت " طوابيرنا " العجيبة بالنظام المتواطئ ..

بعدما رأيت هذا التواطؤ الجماعي قررت أن أصرف النظر عن ذلك مادام يزيد من غيظي على غيري ، وأنا أعلم بأن مالي من مشتكى غير ربي سبحانه ..

والشكوى لغير ربي الحكيم مذلة ، فقلت عبارتي المشهورة " الشكوى لله " ..

وبعدما انصرفت أنظاري مباشرة وقع بصري على ما يستاء من نظره كل من يملك أحاسيس ..

مشهد احتوى على قلة الأدب والذوق ، والأنانية الغير مبررة ، ولكنها في النهاية ردت فعل للتواطؤ الحاصل بين طلاب النظام ..

فلذلك الذنب والله أعلم يعود للسادة المتواطئين الكبار ، أو ما يرمز لهم بـ " هوامير " التواطؤ .. لا تبتسم عزيزي القارئ فهذا واقع للأسف ..

نسيت أن أذكر المشهد الذي ساءني ، رأيت أحد قليلي الذوق يصطف بـ " طابور " إخواني الصم !!

وعندما سألته متعجباً عن تصرفه الغريب .. أجاب بأنه لا يمتلك حيلة غير هذه بعدما لاحظ هو الآخر التواطؤ الحاصل بين الطلاب النظام ..

وختم نقاشنا بقوله : من كان له حيلة ، فليحتل ..

طأطأت رأسي عجباً مما يحدث ، لالا لقد بدأت أفكر بما لم يفكر الكثير فيه ..

سأبدأ أولاً بالسادة المتواطئين :

هؤلاء أظن أنهم في الصف الثالث ثانوي ، وأتوقع أن يتخرجوا من الجامعة بعد 5 إلى 6 سنوات ..

وسيكون أحدهم يوماً مسؤولاً في أحد البلديات .. ولن يكتفئ بتواطئه الحاصل في الثانوية فقط ..

بل - ومن وجهة نظري - سيكون يوماً ما أحد المتواطئين في أحد القضايا .. كما ضربت المثال رئيس بلدية ..

ويعطي المنح للمقربين منه ، وسيكون أحدهم في صندوق التنمية العقاري يوماً ما ، وسيتواطؤ مع أحد أقرباءه ولا أظنه واحداً ..

وسيقدم يومها أحداً على أحد في استلام القروض إلخ ...

وعزيزي الشخص الذي اصطف في " طابور " إخواننا الصم ، سيأتي يوم من الأيام نراه مثلاً يقف في مواقف المعاقين ..

لا تتعجبوا هل تظنون هذا شيء يسيراً ، في جميع الدول المتقدمة ولكيلا تقولوا بأنني معجب بأوربا أو أمريكا ..

ففي الإمارات العربية المتحدة الشخص الذي يقف في مواقف المعاقين يعاقب بغرامة مالية لا تقل عن ألف درهم ..

أي مايقارب ألف ريال سعودي ، فهي جريمة يعاقب عليها القانون ..

أنا أعلم بأن الكثير يظن بأنني شخص أبحث عن المثالية إلخ ...

لكن سأعرض لكم بعض الحقائق والقناعات :

* يقول علماء النفس بأن تكوين مبادئ الإنسان وعقائده يتكون من أول 6 سنوات ، ويكون في ذلك الوقت - غالباً - تحت رعاية والديه ..

ولي أن أستدل بقول المصطفى - عليه الصلاة والسلام - " في معنى الحديث : [ كل شخص يولد على فطرة الإسلام ، وأبواه يمجسانه أو يهودانه ]

وذلك دليل على أن أول عمر الإنسان هو لتكوين المبادئ والمعتقدات ..

ولكن يبقى 12 سنة دراسية .. يكون - غالباً - للطالب احتكاك بمعلميه أكثر من أبويه وخصوصاً الأب كونه يعمل ..

في تلك الـ 12 سنة تتكون شخصية الإنسان ومبادؤه ، وأستدل بهذه الحقيقة على محاكاتي البسيطة لما سيحدث للسادة المتواطئين والشخص مخالف النظام ..

انتهى موضوعي المهم .. بقي لدي قصة مدعاة للتعجب وهي في أثناء ماحدث لي في القصة الأولى ..

فلقد أتى أحد زملائي " مستفزعاً " بصاحبكم يريد أن أقدمه على نفسي ..

لم أكن لأفعل ذلك حتى أخبرني أحدهم بأن ذلك لا يخالف النظام .. طبعاً اعتمدت على كلام الأخ وقدمت زميلي ..

لم أكن أتوقع ردة فعل أحدهم .. عندما قال لي : " يا ... [ كلمة نابية مقتضاها بأني شخص مهضوم الحق ] ، كيف تخليه يتقدم عليك !  "

أجبته بكل هدوء بأن ذلك ما كان إلا " فزعة " لزميلي المسكين ، أجابني بكل تعجب : " الله يعينك في المستقبل "

للمعلومية وإثارة العجب ، الطالب المتعجب هو نفسه السيد المتواطئ .. عندما قال لي ذلك أجبته في قرارة نفسي :

" الله يعينني في المستقبل القريب ، والله يعينك في المستقبل البعيد ، يوم لا يغني مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "

قد تظنون أني أبالغ في اتهام الرجل ، ولكن بعد سؤال الكثير من أصحاب القلوب النيّرة ..

أجابوني بأن السيد المتواطئ .. ليس ببعيد عن " هامور التواطؤ " وهو الذي يتواطؤ على أشياء أكبر مثل الأراضي والوظائف وغيرها ...

في الختام .. القصة ليست من نسج الخيال بل هي واقعة مؤلمة تروي حال [ البعض ] للأسف ..

وسأختم بكلمة متميزة لرئيس دولة ماليزيا .. عندما سئل عن التطور الزاهر الذي تعيشه بلاده في العصر الراهن ..

أجاب:

" نحن في ماليزيا ... بنينا الإنسان ، قبل أن نبني البنيان "

أعزائي معلميني الكرام ..

مستقبلنا بأيديكم فإما أن توطّؤونا " تجعلونا متواطئي المستقبل " أو تصلحونا .. لكم الخيار الآن ..

ولكن تذكروا : لا يفسد العطّار ما أفسده الدهر ، فلن تستطيعوا تعديلنا بعد عدة سنوات ..

الأمر بين يديك معلمي الكريم .. فانظر ماذا ترى ؟!

انتهى ~

هناك تعليق واحد:

  1. روعه وصدقت والله اخ ساابح النقاط اللي ذكرتها ليست كبيره .. في الوقت الحالي لكن زي ما تطرقت اول شي ان اللي هذا اوله وشلون بيصير لا كبر وانت وفيت وكفيت بالأمثله .. دمت بصحه وعافي لك ودي ~_~<< وزي مايقوول المثل اللي هذا اوله ينعاف تاليه..

    ردحذف