بسم الله الرحمن الرحيم ..
في الأسبوع الماضي كانت لدي مسابقة على مستوى مدينة الرياض في اللغة العربية ..
وكنت مرشحاً من قبل مدرستي في أحد فروع المسابقة ، وطُلبَ منّي المشاركة بـ خاطرة ..
بعد أن عُرِضَ لي المشاركة ، وافقت بسرعة ..
وفي اليوم المنشود ، ذهبنا نحن المرشحون للمسابقة ، وكنا ثلاثة ، كل واحد في فرع ..
وعند دخولنا لمكان المعركة الأدبية ، استقبلنا استقبالاً جيداً ، عموماً ذهبت إلى أحد المقاعد القريبة لأنتظر دوري لتقديم ما في جعبتي ..
وفي أثناء هذا الانتظار رأيت الكثير من المشاركات العجيبة ..
وسأعرض أحدها عليكم .. يقول صآحبها في البداية :
" لماذا العرب متخلفون ؟ .. سؤال قد تبدو الإجابة عليه سهلة من الوهلة الأولى .. "
عندها كنت أقول في نفسي .. من قال لك أن العرب متخلفين ؟ .. وإن كانوا متخلفين فأنت أولهم ..
لأنه وكما يقول نبيّنا الكريم : " إذا قال الرجل هلك القوم فهو أهلكهم " . رواه مسلم
عندها كرمت جوارحي عن الاستماع إلى المحقرين وجالدي الذات ..
ولكنني تفاجأت عندما أتى أحدهم ليعرض مشاركته .. وبنفس السؤال :
لماذا العرب متخلفون ؟؟
عندها لم أستطع أن أبقى في تلك الصالة من شدة الغيظ والحنق ، إلا أنني كنت بحاجة للبقاء لأعرض مشاركتي ..
لم أكن غاضباً لأن الموضوع تكرر كثيراً ، ولم أكن غاضباً من لجنة التحكيم التي لم تعترض على هذا الكلام .. أو تبدي أي امتعاض ..
ولم أكن غاضباً أيضاً على من بقي جالساً يستمع إلى إيحاءات سلبية وبإمكانه الخروج ..
ولكنني كنت غاضباً على شيئين مهمين ..
أولاً : أنا ضد تسميتنا عرب .. فأنا مسلم قبل أن أكون عربياً ..
كما أننا كنا لا نرضى بتسميتنا بالشرق الأوسط .. فيجب أن لا نرضى أبداً بتسميتنا عرب ..
أنا وأنت عزيزي القارئ مسلمين ، ولسنا بحاجة للغة ترفعنا عالياً ..
فقد قالها الفاروق - رضي الله عنه - قبل أربعة عشر قرناً :
" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، فإن طلبنا العزة بغيره أذلنا الله !! "
فما هم العرب قبل الإسلام ؟ هم مجرد قوم أعراب لا يشكلون شيئاً من حضارة العالم آنذاك ..
أعزنا الله بالإسلااااااااااام .. فكيف نرضى بتسميتنا عرب ..
فهل العربية أدخلت أبا جهل أو أبا لهب أو أبا طالب أو أبا محمد عبد الله بن عبد المطلب الجنة ؟!
ولكن الإسلام أعز صهيباً وهو رومي .. وأعز سلماناً وهو فارسي ، وأعز بلالاً وهو حبشي ..
وما زُرعت فينا الحمية العربية لحب فينا ، ولا رغبة في نفعنا ، بل هي حتى نسكن إلى اللغة وفقط ..
والله لم ولن ترفع اللغة العربية قوماً لا يؤمنون بالله ..
صحيح أن اللغة العربية جزءٌ من الدين فهي لغة القرآن ، ولكنها لا تلعو على ديننا .. فكيف يعلو الجزء على الأصل ..
فهي جزء من الدين ، ولا تعلو على الدين ..
ثانياً : يقول ذلك الكاتب المبتدئ لماذا العرب متخلفون ؟
وكأن الحضور مجمعون على تخلف العرب ، فهو قبل أن يناقشنا في ذلك طرح السؤال وكله ثقة من تأييدنا له ..
عجباً له .. كيف يكون العرب " على حد قوله " متخلفون وهم من ساد العالم ما يقارب عشرة قرناً ..
عجباً له .. كيف يكون العرب متخلفون وهم من فتّح أبواب العلم ، وماغيرهم إلا مكملون لمسيرتهم ..
يجب أن يكون لدينا العزة في الإسلام لا اللغة ولا البلد ولا القبيلة .. فإن العزة لله جميعاً ..
فأنا أرجو أن يكون كتاب المستقبل أكثر تفاؤلاً ، وأن لا يكونوا مهتمين بما يقوله غيرنا عنا ..
فمهمة الكاتب هي إصلاح المفاهيم الخاطئة ، وصنع المفاهيم الصحيحة ..
أختمها بـ :
نعيب زماننا والعيب فينا * وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب * ولو نطق زماننا لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ * ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
الإمام الشافعي - رحمه الله رحمةً واسعه - ..
انتهى ~
في الأسبوع الماضي كانت لدي مسابقة على مستوى مدينة الرياض في اللغة العربية ..
وكنت مرشحاً من قبل مدرستي في أحد فروع المسابقة ، وطُلبَ منّي المشاركة بـ خاطرة ..
بعد أن عُرِضَ لي المشاركة ، وافقت بسرعة ..
وفي اليوم المنشود ، ذهبنا نحن المرشحون للمسابقة ، وكنا ثلاثة ، كل واحد في فرع ..
وعند دخولنا لمكان المعركة الأدبية ، استقبلنا استقبالاً جيداً ، عموماً ذهبت إلى أحد المقاعد القريبة لأنتظر دوري لتقديم ما في جعبتي ..
وفي أثناء هذا الانتظار رأيت الكثير من المشاركات العجيبة ..
وسأعرض أحدها عليكم .. يقول صآحبها في البداية :
" لماذا العرب متخلفون ؟ .. سؤال قد تبدو الإجابة عليه سهلة من الوهلة الأولى .. "
عندها كنت أقول في نفسي .. من قال لك أن العرب متخلفين ؟ .. وإن كانوا متخلفين فأنت أولهم ..
لأنه وكما يقول نبيّنا الكريم : " إذا قال الرجل هلك القوم فهو أهلكهم " . رواه مسلم
عندها كرمت جوارحي عن الاستماع إلى المحقرين وجالدي الذات ..
ولكنني تفاجأت عندما أتى أحدهم ليعرض مشاركته .. وبنفس السؤال :
لماذا العرب متخلفون ؟؟
عندها لم أستطع أن أبقى في تلك الصالة من شدة الغيظ والحنق ، إلا أنني كنت بحاجة للبقاء لأعرض مشاركتي ..
لم أكن غاضباً لأن الموضوع تكرر كثيراً ، ولم أكن غاضباً من لجنة التحكيم التي لم تعترض على هذا الكلام .. أو تبدي أي امتعاض ..
ولم أكن غاضباً أيضاً على من بقي جالساً يستمع إلى إيحاءات سلبية وبإمكانه الخروج ..
ولكنني كنت غاضباً على شيئين مهمين ..
أولاً : أنا ضد تسميتنا عرب .. فأنا مسلم قبل أن أكون عربياً ..
كما أننا كنا لا نرضى بتسميتنا بالشرق الأوسط .. فيجب أن لا نرضى أبداً بتسميتنا عرب ..
أنا وأنت عزيزي القارئ مسلمين ، ولسنا بحاجة للغة ترفعنا عالياً ..
فقد قالها الفاروق - رضي الله عنه - قبل أربعة عشر قرناً :
" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، فإن طلبنا العزة بغيره أذلنا الله !! "
فما هم العرب قبل الإسلام ؟ هم مجرد قوم أعراب لا يشكلون شيئاً من حضارة العالم آنذاك ..
أعزنا الله بالإسلااااااااااام .. فكيف نرضى بتسميتنا عرب ..
فهل العربية أدخلت أبا جهل أو أبا لهب أو أبا طالب أو أبا محمد عبد الله بن عبد المطلب الجنة ؟!
ولكن الإسلام أعز صهيباً وهو رومي .. وأعز سلماناً وهو فارسي ، وأعز بلالاً وهو حبشي ..
وما زُرعت فينا الحمية العربية لحب فينا ، ولا رغبة في نفعنا ، بل هي حتى نسكن إلى اللغة وفقط ..
والله لم ولن ترفع اللغة العربية قوماً لا يؤمنون بالله ..
صحيح أن اللغة العربية جزءٌ من الدين فهي لغة القرآن ، ولكنها لا تلعو على ديننا .. فكيف يعلو الجزء على الأصل ..
فهي جزء من الدين ، ولا تعلو على الدين ..
ثانياً : يقول ذلك الكاتب المبتدئ لماذا العرب متخلفون ؟
وكأن الحضور مجمعون على تخلف العرب ، فهو قبل أن يناقشنا في ذلك طرح السؤال وكله ثقة من تأييدنا له ..
عجباً له .. كيف يكون العرب " على حد قوله " متخلفون وهم من ساد العالم ما يقارب عشرة قرناً ..
عجباً له .. كيف يكون العرب متخلفون وهم من فتّح أبواب العلم ، وماغيرهم إلا مكملون لمسيرتهم ..
يجب أن يكون لدينا العزة في الإسلام لا اللغة ولا البلد ولا القبيلة .. فإن العزة لله جميعاً ..
فأنا أرجو أن يكون كتاب المستقبل أكثر تفاؤلاً ، وأن لا يكونوا مهتمين بما يقوله غيرنا عنا ..
فمهمة الكاتب هي إصلاح المفاهيم الخاطئة ، وصنع المفاهيم الصحيحة ..
أختمها بـ :
نعيب زماننا والعيب فينا * وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب * ولو نطق زماننا لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ * ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
الإمام الشافعي - رحمه الله رحمةً واسعه - ..
انتهى ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق